سورة غافر - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


يقول الضعفاء للذين استكبروا: أنتم أضللتمونا، ويقول لهم المستكبرون: أنتم وافقتمونا باختياركم؛ فمحاجةُ بعضهم لبعضٍ تزيد في غيظ قلوبهم، فكما يُعَذَّبون بنفوسهم يعذبون بضِيقِ صدورهم وببُغْضِ بعضهم لبعض.


وهذه أيضاً من أمارات الأجنبية، فهم يُدْخِلُونَ واسطةً بينهم وبين ربِّهم. ثم إن الله ينزع الرحمةعن قلوب الملائكة كي لا يستشفعوا لهم.


ننصرهم بالآياتِ وفنونِ التعريفات حتى يعرفوا ويشهدوا ان الظَّفَرَ وضِدَّه من الله، والخيرَ والشرَّ من الله.
ويقال ننصرهم على أعدائهم بكيدٍ خفيٍّ ولطفٍ غيرِ مرئيٍّ، من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون؛ ننصرهم في الدنيا بالمعرفة وباليقين بأنَّ الكائنات من الله، وننصرهم في الآخرة بأن يشهدوا ذلك، ويعرفوا- بالاضطرار- أنَّ التأثيرَ من الله، وغاية النصرة أن يَقْتُلَ الناصرُ عدوَّ مَنْ ينصره، فإذا أراد حَتْفَه تحقَّق بأن لا عَدُوَّ على الحقيقة، وأنَّ الخَلْقَ أشباحٌ تجري عليهم أحكامُ القدرة؛ فالوليُّ لا عدوَّ له، ولا صديق له إلاّ الله، قال تعالى: {اللَّهُ وَلِىَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ} [البقرة: 257].

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15